بسم الله
الرّحمن الرّحيم
“محاسبة
النفس”
المقدمة
الحَمْدُ للهِ مُصَرِّفِ
الأَحْوَالِ وَالأَوقَاتِ ، وَمُقَدِّرِ الأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ ، خَالِقِ
الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ ، وَجَاعِلِ النُّورِ وَالظُّلُمَاتِ، نحْمَدُهُ
تَعَالَى عَلَى جَمِيعِ العَطَايَا وَالهِبَاتِ، وَنشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ
السَّابِغَاتِ.
نشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، حَثَّنَا عَلَى اغتِنَامِ الأَوقَاتِ ، وَالاعتِبَارِ
بِالأَيَّامِ المَاضِيَاتِ ، وَنَهَانَا عَنِ الأَسَى عَلَى مَا فَاتَ ، وَ
نشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّـنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي
ارتَقَى مَدَارِجَ الكَمَالاتِ، وَسَمَا بِفَضْـلِهِ عَلَى جَمِيعِ الكَائِنَاتِ ،
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهتَدَى بِهَدْيِه مِنْ أُولِي الفَضْـلِ وَالمكرُمَات.
أما بعد, فياأيتها الاخوات.
أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -، والعمل بطاعته والبُعد عن
أسباب غضبه.
إنّ الله سبحانه و تعالى قد جعل هذا
الدين القويم ضياء و نور العباد لإخراجهم من الظلمات إلى النور, و من الجاهليّة
إلى الإسلام, و من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الأخرة. و أمّا دين الله تبارك و
تعالى قد اعتنى بالنفس البشريّة عناية فائقة, و رسمت لها الشريعة الغراء طريق
السعادة و النجاح, و حذرتها من مفازة الغواية و الهلاك.
يأمُر الله تعالى
الإنسان بمُحاسبة نفسه وكبح جماحها؛ فالنّفس في بعض الأحيان قد تُوسوس للإنسان
وتقنعه بارتكاب المعاصي وبذلك تعمل عمل الشيطان، ولكن عندما يعرف الإنسان بأنه
كلّما اجتهد في محاسبة نفسه استراح لاحقاً عند محاسبة الله له على أعماله لاستمرّ
في محاسبة نفسه على أيّ عمل تقوم به. قال تعالى في سورة الحشر: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}. كان السلف الصالح من أكثر الناس الذين لا يدّخرون مناسبةً لمحاسبة أنفسهم
وتذكيرها بالله تعالى وبحسابه يوم القيامة؛ فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان
يقول: حَاسِبُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن
تُوزَنُوا، فَإِنَّهُ أَهوَنُ عَلَيكُم فِي الحِسَابِ غَدًا، أَن تُحَاسِبُوا
أَنفُسَكُمُ اليَومَ، وَتَزَيَّنُوا لِلعَرضِ الأَكبَرِ، يَومَئِذٍ تعرضون لا تخفى
منكم خافية.
أنّ مُحاسبة النفس هي طريق السالكين إلى
ربّهم وزاد المؤمنين في أخرتهم ورأس مال الفائزين في الدنيا ومعادهم. فما نجا في
يوم القيامة يوم الحسرة والندامة إلاّ بمحاسبة النفس وبمخالفة الهوى. ولذا كان
السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء العاملين يحاسبون أنفسهم
لله عزّ و جلّ. وبالرغم ما هم عليه من عمل وعلم وزهد وورع, وكانوا قليلا ما ينامون
, وبالأسحار يستغفرون, فكانوا يحاسبون أنفسهم و يلومونها على تقصيرها. فأين نحن من
أخلاق السلف؟ نرجو الله أن يسهّلنا في تطبيق محاسبة النفس.
خطة البحث:
١. المقدمة
٢. المبحث الأول : تعريف محاسبة النفس و أدلّتها
٣. المبحث الثاني : أنواع محاسبة النفس
٤. المبحث الثالث : أهمّية محاسبة النفس
٥. المبحث الرابع : فوائد عن محاسبة النفس
٦. المبحث الخامس : قصّة عن محاسبة النفس
٧. الخاتمة
المبحث الأول
تعريف محاسبة النفس
·
تعريف المحاسبة في اللغة:
والحساب والمحاسبة: عَدك الشيءَ،
وحَسَبَ الشيءَ يَحْسُبه بالضم حَسْباً وحساباً وحسابةً عَده ، وقوله تعالى:
﴿وَاللّهُ
سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ البقرة:٢٠٢ ] أَي: حسابه واقعٌ لا مَحالَة، وكل واقعٍ
فهو سَريعٌ وسرْعة حساب الله: أَنه
لا يَشْغَله حساب واحد عَن محاسَبة الآخَر, لأَنه سبحانه لا يَشْغَله سَمْع عن سمع
ولا شَأْنٌ عن شأْنٍ.[1]
·
تعريف النفس لغة:
النَّفْس:
الرُّوحُ، النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين: أَحدهما: قولك خَرَجَتْ نَفْس
فلان أَي: رُوحُه، وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه. والضَّرْب
الآخر: مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته تقول: قتَل فلانٌ
نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك بذاته كلِّها، وحقيقتِه والجمع من كل
ذلك أَنْفُس ونُفُوس.[2]
·
تعريف محاسبة النفس اصطلاحاً:
فَالْمُحَاسَبَةُ
حَبْسُ الْأَنْفَاسِ وَضَبْطُ الْحَوَاسِّ وَرِعَايَةُ الْأَوْقَاتِ وَإِيثَارُ
الْمُهِمَّاتِ.[3]
·
مشروعية محاسبة النفس:
-
من القران الكريم :
وقد دلّ على وجوب محاسبة النفس قوله
تعالى:
{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ
لِغَدٍ} الحشر: ١۸.
يقول
تعالى: لينظر أحدكم ما قدم ليوم القيامة من الأعمال: أمن الصالحات التى تنجيه، أم
من السيئات التى توبقه؟
قال
قتادة: "ما زال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغد".
والمقصود
أن صلاح القلب بمحاسبة النفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها.[4]
قال
الشنقيطي: وَيَكُونُ النَّظَرُ بِمَعْنَى الْمُحَاسَبَةِ وَالتَّأَمُّلِ عَلَى
مَعْنَى الْحَدِيثِ: " حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا
" فَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ كَثِيرٍ.
فَإِذَا
مَا نَظَرَ فِي الْمَاضِي وَحَاسَبَ نَفْسَهُ، وَعَلِمَ مَا كَانَ مِنْ تَقْصِيرٍ
أَوْ وُقُوعٍ فِي مَحْظُورٍ، جَاءَهُ الْأَمْرُ الثَّانِي بِتَقْوَى اللَّهِ لِمَا
يَسْتَقْبِلُ مِنْ عَمَلٍ جَدِيدٍ وَمُرَاقَبَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ:
"وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"(البقرة : ٢٣٤) ، فَلَا يَكُونُ
هُنَاكَ تكْرَارٌ، وَلَا يَكُونُ تَوْزِيعٌ، بَلْ بِحَسَبِ مَدْلُولِ عُمُومِ
" مَا " وَصِيغَةُ الْمَاضِي " قَدَّمَتْ " وَالنَّظَرُ
لِلْمُحَاسَبَةِ.
تَنْبِيهٌ
: مَجِيءُ «قَدَّمَتْ»
بِصِيغَةِ الْمَاضِي حَثٌّ عَلَى الْإِسْرَاعِ فِي الْعَمَلِ، وَعَدَمِ
التَّأْخِيرِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَمْلِكْ إِلَّا مَا قَدَّمَ فِي الْمَاضِي،
وَالْمُسْتَقْبَلُ لَيْسَ بِيَدِهِ، وَلَا يَدْرِي مَا يَكُونُ فِيهِ.[5]
-
من السنة النبوية :
وَرَدَ
فِي الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ
قَالَ «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا» ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ
كَذَلِكَ فَيَنْبَغِي لِلْمُكَلَّفِ أَنْ لَا يُقْدِمَ عَلَى فِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ
حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ عَلَيْهِ وَيَعْلَمَ مِنْ أَيِّ قِسْمٍ هُوَ أَعْنِي
مِنْ الْأَقْسَامِ الْخَمْسَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي الشَّرْعِ الشَّرِيفِ حَتَّى
يَكُونَ عَمَلُهُ كُلُّهُ جَلِيًّا أَمْرُهُ فِي الشَّرِيعَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ فَإِنْ
لَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ لِعُذْرٍ وَقَعَ بِهِ فَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَةٌ
مِنْ اللَّيْلِ أَوْ مِن النَّهَارِ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ فِيهَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
عَمِلَهُ أَوْ تَكَلَّمَ بِهِ فَيَعْرِضُهُ عَلَى لِسَانِ الْعِلْمِ فَمَا كَانَ
مِنْ خَيْرٍ حَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ الْقَبُولَ وَمَا كَانَ مِنْ
غَيْرِهِ نَزَعَ عَنْهُ بِالتَّوْبَةِ النَّصُوحة مَعَ وُجُودِ النَّدَمِ
وَالْإِقْلَاعِ، فَإِنْ وَجَدَ فِي قَوْلِهِ أَوْ فِي فِعْلِهِ شَيْئًا
تَعَمَّرَتْ بِهِ ذِمَّتُهُ فِي حَقِّ أَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَوْ غَيْرِهِمْ
فَلَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَتَحَلَّلَ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ الْمَرِيضُ أَنْفَعَ
مِنْ الْحَمِيَّةِ ثُمَّ الدَّوَاءُ بَعْدَهَا فَلَوْ اقْتَصَرَ عَلَى
الْحَمِيَّةِ دُونَ الدَّوَاءِ نَفَعَهُ ذَلِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنْ
اسْتَعْمَلَ الدَّوَاءَ دُونَ حَمِيَّةٍ لَمْ يَنْفَعْهُ بَلْ يَعُودُ بِالضَّرَرِ
عَلَيْهِ فَأَصْلُ الْحَمِيَّةِ وَرَأْسُهَا تَخْلِيصُ الذِّمَّةِ مِنْ حُقُوقِ
الْمَخْلُوقِينَ وَلَا يَتَمَيَّزُ ذَلِكَ فِي الْغَالِبِ إلَّا بِمُحَاسَبَةِ
النَّفْسِ وَوُقُوفِهَا عِنْدَ كُلِّ فِعْلٍ وَقَوْلٍ وَاعْتِقَادٍ. فَإِذَا
كَانَتْ لَهُ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ أَوْ النَّهَارِ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ فِيهَا
أَمْكَنَهُ أَنْ يَسْتَدْرِكَ مَا فَرَطَ مِنْهُ مِنْ الْخَلَلِ وَيَتَوَجَّهَ
بَعْدُ إلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ التَّبِعَاتِ. نَسْأَلُ
اللَّهَ أَنْ يُوَفِّقَنَا لِذَلِكَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.[6]
· أنواع محاسبة النفس
محاسبة النفس نوعان :
١.
محاسبة قبل العمل, فهو ان يقف عند اول همه وارادته, ولا يبادر بالعمل حتى يتبين
رجحاته على تركه, قال الحسن البصري-رحمه الله تعالى : (( رحم الله عبدا وقف عند
همه, وان كان الله مضى وان لغيره تأخرا ))
٢.
محاسبة بعد العمل
وهو على ثلاثة انواع:
١.محا
سبة على التقصير في الطاعة في حق الله, فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي. و حق
الله في الطاعة ستة: الإخلاص في العمل, ونصيحة الله فيه, ومتابعة الرسول, وشهود
مشهد الإحسان فيه, وشهود منه الله عليه, وشهود تقصيره فيه بعد ذالك كله.
٢.محاسبة على امر كان تركه خيرا من فعله.
٣.محاسبة
على امر مباح او معتد لم يفعله؟ وهل اراد به الله ودار الأخيرة فيكون رابحا, او
اراد به الدنيا عاجلها فيخثر ذالك الربح.
·
أهميّة محاسبة النفس
١-
معرفة عيوب النفس، وإدراك آفاتها، ومن ثم فإن يمقت نفسه، ويسعى لإصلاحها، قال ابن
الجوزي -رحمه الله-: "وفي محاسبة النفس عدة مصالح منها: الاطلاع على عيوبها
ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته فإذا اطلع على عيبها مقتها في ذات الله
-تعالى-.
٢-
لا يسلم الإنسان من الوقوع في الخطأ، واقتراف اللمم من المعاصي، فبالمحاسبة يوقف
شر تلك النفس الأمارة بالسوء، ويمنعها من أن تسترسل في المعاصي، فتطهر نفسه وتنمو.
٣-
بمحاسبة النفس ينجو المسلم من عذاب الله - عز وجل- سواءً في الدنيا أو في القبر أو
في الآخرة.
٤-
غالباً ما ينظر العبد إلى حق نفسه، ويغفل عن حق الله -تعالى-، وعند المحاسبة فإنه
يعرف نفسه حق الله -تعالى- عليه، ويدلها على ذلك الحق العظيم، فتستيقظ النفس من سباتها
العقيم.
٥-
المؤمن يراقب الله في كل أحواله، ومن ثم فهو يراقب نفسه ويقومها ويدلها على الخير،
ويرضونها على البر والإحسان، ولن تستقيم المراقبة إلا بالمحاسبة.
٦-
محاسبة النفس طريق إلى الورع
·
فوائد محاسبة النفس
١. أنه يعرف بذلك حق الله تعلى. ومن لم
يعرف حق الله تعلى عليه فإن عبادته لا تكاد تُجدي عليه وهي قليلة المنفعة جداً.
٢. نيل رضى الله سبحانه وتعالى. لأن في
محاسبة النفس تنفيذاً لأوامره، كما أنها سبب لغفران الذنوب، وإبدال السيئات
بالحسنات.
٣. الفوز بالجنة والأجر الكبير والحسنات
الكثيرة. لأن محاسبة النفس تمنع الإنسان من الوقوع في المعاصي.
٤.
اتباع لسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. ولسيرة السلف الصالح من الصحابة
والتابعين، الذين كانوا يحاسبون أنفسهم كل يوم، ولا يغمض لهم جفنٌ حتى يسترجعون
أعمالهم طوال يومهم ويحاسبون أنفسهم.
٥.
الاطلاع على عيوب النفس.أن من مدوامة الانسان على محاسبة نفسه يعلم عيوبها و
ذلاتها و مواطن الضعف فيها فيبدأ بعلاجها و وصف الدواء لها و لكن لا يتسنى ذلك إلا
بعد معرفة مواطن الداء.
٦.
استعداد الإنسان دائماً للموت وما يأتي بعده.
فالمسلم الذي يداوم على محاسبة نفسه يُقلّل من المعاصي ويتوب منها، ويستزيد
من الطاعات والعبادات حتى تسهل عليه المحاسبة بعد الموت، ممّا يجعله غير خائفٍ من
الموت كالأشخاص الذين لا يُحاسبون أنفسهم.
٧. شعور الإنسان بالانكسار والتذلل إلى
الله تعالى وعدم التكبر والتعنت و ذاكراً لعيوب غيره من الناس، وينشغل بعيبه فقط،
بحيث لا يذكر إلا ما قام به من منكرات وذنوب وصغائر، فيحاسب نفسه عليها بكل أمانةٍ
وموضوعيةٍ.[7]
·
قصّة عن محاسبة النفس
ذكرنا قصة التاجر الذي احتكر السلعة، ثم
رأى سحابة فكره في نفسه أن يأتي المطر، ويكثر الزرع، وتضيع عليه ثمرة احتكاره،
لكنه تنبه، وارتاب في نفسه أنه لا يحب الخير للمسلمين من أجل منفعته الخاصة، وحمله
على ذلك الرغبة في الربح، فإذا به يخرج ما احتكره، ويبيعه في الأسواق بدون ربح،
فما الذي حمله على زهده هذا؟ محاسبته نفسه.[8]
Tidak ada komentar:
Posting Komentar